ألمانيا: الألغام الروسية بأراضي أوكرانيا الزراعية تزيد أزمة الجوع عالمياً
ألمانيا: الألغام الروسية بأراضي أوكرانيا الزراعية تزيد أزمة الجوع عالمياً
دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، روسيا، إلى وقف زرع الألغام في الأراضي الزراعية بأوكرانيا، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
وقالت بيربوك، في بيان صادر عن وزارة الخارجية الألمانية في برلين بمناسبة اليوم العالمي للتوعية بالألغام الموافق، اليوم الثلاثاء، إن الألغام لا تؤدي فقط إلى سقوط العديد من الضحايا المدنيين، ولكنها تمنع أيضا العديد من المزارعين من حرث حقولهم وجلب المحصول.
وأضافت: "بهذه الطريقة تقلل روسيا من المعروض من المواد الغذائية في السوق العالمية، وبالتالي تزيد الجوع في العالم".
وجاء في البيان: "الألغام المضادة للأفراد أسلحة وحشية.. إنها السبب الذي يجعل الآباء والأمهات في دول مثل البوسنة والهرسك وكمبوديا والعراق لا يزالون مضطرين للقلق على أطفالهم في كل مرة يخرجون فيها للعب بعد عقود من الصراع".
ووفقا للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية في الخريف الماضي، استخدمت روسيا ما لا يقل عن 7 أنواع مختلفة من الألغام الأرضية المحظورة دوليا في أوكرانيا، وكثيرا ما تكون الألغام الأرضية بحجم راحة اليد ويمكن نشرها على مساحات كبيرة إما برا أو جوا عبر صواريخ، وتظل الألغام راقدة على الأرض وتنفجر عندما يقترب منها أحد أو يطأ عليها، ومعظم الضحايا من المدنيين.
وفي عام 1999 دخلت ما تسمى بمعاهدة أوتاوا حيز التنفيذ، التي تهدف إلى مكافحة الألغام الأرضية، وتحظر المعاهدة الدولية استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الألغام الأرضية، ومع ذلك لم تنضم دول مهمة مثل الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند إلى المعاهدة.
اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام
يحيي العالم، اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام لتسليط الضوء على ما تشكله مخلفات الحرب غير المنفجرة من تهديد على سلامة السكان.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت بموجب قرارها 97/60 المؤرخ في 8 ديسمبر 2005، يوم 4 إبريل من كل عام رسميا اليوم الدولي للتوعية بالألغام والمساعدة في الأعمال المتعلقة بالألغام، وإزالة العوائق أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والمحلي.
ودعت إلى استمرار الجهود التي تبذلها الدول، بمساعدة من الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة المشاركة في الأعمال المتعلقة بالألغام، للقيام، حسب الاقتضاء، بتشجيع بناء قدرات وطنية وتطويرها في مجال الأعمال المتعلقة بالألغام في البلدان التي تشكل فيها الألغام والمخلفات المنفجرة للحرب تهديدا خطيرا على سلامة السكان المدنيين المحليين وصحتهم وأرواحهم، أو عائقا أمام جهود التنمية الاجتماعية والاقتصادية على الصعيدين الوطني والمحلي.
وكان عمل دائرة الأمم المتحدة للأعمال المتعلقة بالألغام خلال الـ20 سنة الماضية مدفوعا دوما باحتياجات المتضررين، حيث أُعد لمواجهة تهديد مخاطر المنفجرات التي يواجهها المدنيون وحفظة السلام والعاملون في المجال الإنساني.
وتعمل دائرة الأمم المتحدة لمكافحة الألغام على حماية الأنفس وتسهيل نشر البعثات الأممية وتقديم المساعدة الإنسانية وحماية المدنيين ودعم جهود العودة الطوعية للمشردين داخليا واللاجئين وتعزيز الأنشطة الإنسانية وأنشطة الإنعاش وبذل جهود دعوية في ما يتصل بالقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي.
وتعتبر الإجراءات المتعلقة بالألغام عملاً إنسانياً لأنها تنقذ الأنفس، وتضمن تلك الإجراءات إيجاد الألغام الأرضية وأخطار المواد المنفجرة في المناطق التي مزقتها الحروب ومن ثم تدمير تلك الألغام والمواد، ما يمكن في نهاية المطاف من إيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين لها.
وتنسق إدارة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام أعمال فرق لتطهير الطرق والمدارج من المواد المنفجرة فضلا عن تدريب السكان المحليين على إزالة الألغام والتخلص من المواد المنفجرة، ولذا، فعمل هذه الإدارة الأممية هو عمل أولي حاسم في الجهود الإنسانية التي تبذل فيما بعد.
ألغام في 70 دولة
ويصل عدد الألغام في العالم إلى أكثر من 110 ملايين لغم منتشرة في 70 دولة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا، كما يصل مخزون العالم من الألغام لقرابة 250 مليون لغم في 80 دولة، في حين تبلغ تكلفة إزالتها مليارات الدولارات، ورغم ذلك فإن معدلات نشر ألغام جديدة أصبحت تسير بوتيرة أسرع.
وكان تقرير الحملة الدولية لحظر الألغام لعام 2019، كشف خطورة مشكلة الألغام التي تعد من الأسلحة الفتاكة، التي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب عقب انتهاء الحرب بعقود طويلة، فهي تحول دون تطوير المساحات التي بها حقول للألغام، وتعرض البشر وثرواتهم الحيوانية لأخطار لا يزول أثرها عبر السنوات، وأكثر الناس تأثرًا هم البدو الرحل والرعاة والفلاحون المقيمون في القرى التي تقع على حدود الصحراء، والبادية وبالطبع ثرواتهم الحيوانية.
وخلال العقود الأخيرة بذلت جهود دولية وغير حكومية من قبل منظمات عالمية شتى لمواجهة الألغام الأرضية في العالم، بدأت منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، وقد ساهمت "معاهدة أوتاوا لحظر الألغام" في إيقاف إنتاج واستخدام الألغام في معظم الدول، على الرغم من حجم الخسائر المرتفع.